خاص الهديل…
بقلم: ناصر شرارة
لا يعرف المستوى السياسي اللبناني ما إذا كان عليه أن يعتبر وصول السفير الأميركي الجديد اللبناني الأصل مسيو عيسى إلى عوكر، سيكون بمثابة نقطة انطلاق جديدة للسياسة الأميركية؛ أو حتى بالتحديد لسياسة ترامب في لبنان؟؟؛ أم أن هذا التعيين الجديد له علاقة بقضية علاقات عامة يديرها ترامب مع أصدقائه الأثرياء؛ ويبدو أن الكثير بينهم هم أميركان من أصل لبناني..
وفي اللحظات الأولى لوصوله لبيروت لا بد أن يقول لبنان للسفير الجديد أن مجيئه لا يعتبر حدثاً عادياً من وجهة نظر كل اللبنانيين؛ كون هناك قناعة لديهم بأن أميركا تستطيع أن تقلب الميسرة إلى الميمنة بطرفة عين حينما تريد؛ وأيضاً لأن اللبنانيين يشعرون بكثير من الرضا عن أنفسهم كون سفير أكبر دولة في العالم هو من أصل لبناني؛ وهو لا يزال لديه صلة طرية وحية مع مسقط رأسه في ضيعة بسوس. ولكن اللبنانيين يريدون بالمقابل من السفير الأميركي من أصل لبناني مسيو عيسى أن يقول لهم ما هي خطة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان؛ ويريدون من المسيو عيسى بشكل أكبر أن يقول لهم ما هي عقيدة صديقه ترامب في المنطقة وبخاصة في لبنان..
بمعنى آخر؛ فإن ما يرجوه اللبنانيون من ابن جلدتهم ومن ابن بسوس مسيو عيسى أن يشرح لهم ما يجب علينا نحن في لبنان فعله حتى نطفئ غضب ترامب على بلد الأرز، وليس أن يبلغنا كما فعل الأميركي من أصل لبناني توم براك، الذي هدد لبنان بأن الغضب على جبين ترامب قد كتب وانتهى الأمر؛ وحتماً سوف تراه العيون اللبنانية!!.
يريد اللبنانيون من مسيو عيسى معرفة عدة أمور بسيطة ولكنها صعبة للغاية بنفس الوقت:
الأمر الأول هو عما إذا كانت أراء توم براك تجاه مستقبل وجود لبنان تمثل فعلاً استراتيجية ترامب في لبنان..
.. بمعنى آخر: هل صحيح أن شمال لبنان سيعود جزءاً من سورية؟؟ وهل صحيح أن نظام الولايات العثماني تعتبره إدارة ترامب أنه نموذج كان جيداً؟؟.. وهل صحيح أن سايكس بيكو انتهى؛ وأن شعوب المنطقة ستنتج لها حدوداً وطنية أو طائفية أو عرقية جديدة؟؟.. وهل صحيح أن “جيش أحمد الشرع” هو من سينجز مهمة حصرية السلاح في لبنان؟؟؛ والأهم من كل ذلك، هل صحيح أن توم براك هو فعلياً يقول ما يجب أن يقوله مبعوث ترامب لحل الأزمة اللبنانية؛ وهل هو فعلياً مبعوث ترامب إلى لبنان، أم أنه ناطور لمنصب أميركي كان شاغراً في لبنان؛ والآن يتم تعبئته مع تعيين السفير عيسى؟؟.
الأمر الآخر وليس الأخير الذي يرجوا اللبنانيون معرفته من مسيو عيسى، هو هل ترامب قايض كما يقال نتنياهو على معادلة هدوء في غزة وتصعيد في لبنان؟؟. وما هي خارطة الحل الأميركية في لبنان؟؟؛ هل المطلوب “تجريد السلاح والمال”، وبعد ذلك ننتظر كيف سيتصرف نتنياهو بخصوص التزاماته بتنفيذ ١٧٠١؛ أم أن واشنطن ستفرض على نتنياهو حل خطوة من عند لبنان وخطوة من عند نتنياهو؟!
لدى اللبنانيين أسئلة لأن أجوبتهم كان حملها براك إلى نتنياهو، فيما الأخير أهملها وأجاب بالتصعيد العسكري، وبنقل الثقل العسكري الإسرائيلي من الجبهة الجنوبية مع غزة إلى الجبهة الشمالية مع لبنان!!.
..السؤال هل ينجح مسيو عيسى بتقديم أجوبة على أسئلة اللبنانيين التي علقت على صليب فشل براك في إسرائيل، وعدم نجاح دبلوماسية أورتاغوس في بيروت!؟؟.
