خاص الهديل….
كتب بسام عفيفي
لا خيار أمام اللبنانيين سوى الالتفاف حول الجيش؛ وأن يبادلوه الحماية النبيلة التي يقدمها لهم ولوطنهم، بحماية باسلة وشريفة يقدمونها (أي اللبنانيين) له.
.. لأنه آخر مؤسسات الدولة العابرة للطوائف يتم استهدافه..
.. ولأنه الجيش الذي لا يزال يشكل معنى الوحدة الوطنية، يتم استهدافه..
.. ولأنه نجح في تجاوز امتحان تجويعه وفرطه وجعله محاصصة، يتم استهدافه..
.. ولأنه الأكثر شعبية، ولأنه موجود في كل لبنان، وداخل كراريس كل تلميذ، ومع المواطن من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال، يتم استهدافه..
.. ولأن قيادته، وعلى رأسها قائد الجيش رودولف هيكل، كما ضباطه، كما جنوده، شعارها لبنان أولاً، يتم استهدافها..
.. وأيضاً وأيضاً، لأنه الجيش المشهود له بالمناقبية والشفافية يتم رميه بسهام الحقد والحسد من قبل قليلي الوطنية..
لقد مضى أكثر من عقد والجيش اللبناني منتشر داخل المدن والبلدات ليحمي السلم الأهلي نظراً لأن البلد في وضع طوارئ ولو غير معلنة؛ علماً أن مهمة الجيش هي حماية حدود لبنان وليس حماية خطوط تماس الأحزاب التي يخفي البعض منها وراء ظهره الخناجر السامة… ولكن، وعلى الرغم من أن الجيوش تبقى بعيدة عن المناطق الآهلة بالسكان خوفاً من ارتكابها أخطاء وخطايا؛ إلا أن الجيش اللبناني وحده أقام بين السكان لحمايتهم من غرائزهم؛ ومضى على تواجده بينهم، وداخل الأحياء المدنية سنوات طويلة، ورغم ذلك يسجل له بحروف من ذهب، أن جندياً واحداً من جنوده لم يرتكب ولو تجاوزاً مناقبياً صغيراً واحداً بحق المدنيين أوالاملاك العامة.. لقد تحول الجندي اللبناني الذي اضطر للعمل على مهمة حماية السلم الأهلي بين المدنيين إلى مثل يضرب عن الأخلاق والمناقبية.. والحق يقال أن الجيش اللبناني أظهر بالتجربة، وليس بالكلام المعسول، أنه الجيش الأكثر مناقبية من بين كل جيوش العالم.
وإلى ذلك فهو أيضاً الجيش الأكثر ديموقراطية، حيث يخدم السلم الأهلي ولا يريد ثمناً سياسياً عن ذلك؛ ويعمل في ظروف صعبة على كل المستويات ولا يحيد سنتمتراً واحداً عن التزامه بتتفيذ مهامه وفق ما يقوله له الدستور وبما هو منسجم مع قناعاته الوطنية.
من المهم أن يكون العالم مع الجيش اللبناني، ولكن الأهم أن يكون الشعب هو حضن الجيش وهو حصنه الحصين..
تحية لقائد الجيش العماد رودولف هيكل الرجل الذي يكمل بعزم وإرادة وطنية وإبداع مشوار الرئيس جوزاف عون الذي بنى للجيش مساراً تراكمياً صحيحاً يخدم مناعة الجيش ويجسد صلابته بالدفاع عن أمن الوطن والمواطن.
