الهديل

خاص الهديل: نتنياهو يتجه لفتح جبهة الشتات الفلسطيني داخل جبهة لبنان!!

خاص الهديل….

بقلم: ناصر شرارة

منذ ما بعد حرب العام ١٩٨٢ الإسرائيلية على لبنان، وما تلاها من مجازر ارتكبتها إسرائيل بحق مخيمات فلسطينية في لبنان وردود الفعل الدولية العارمة التي استنكرتها؛ ذهبت إسرائيل إلى اتخاذ قرار استراتيجي بوقف اعتداءاتها على المخيمات الفلسطينية في لبنان، خاصة وأن أحد الأسباب الأساسية التي كانت تدفعها لاستهداف هذه المخيمات زال لحد بعيد؛ وذلك بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان.

والواقع أن قرار إسرائيل بعدم ضرب مخيمات لبنان الفلسطينية ظل معمولاً به لأكثر من ثلاثة عقود؛ إلى أن قرر نتنياهو هذا الأسبوع كسر قرار تحييد مخيمات لبنان لصالح العودة إلى ضربها وذلك تحت شعار يقول ان تل أبيب قررت اغتيال كل قادة حماس أينما وجدوا.

لا شك أن قرار اغتيال قادة حماس أينما وجدوا هو قرار قديم جديد؛ ولكن مناسبة رفعه هذه المرة جاء بعد تداول الإعلام الأميركي معلومات تفيد بأنه تقرر عقد لقاء بين ويتكوف وكبير قياديي حماس خليل حية. وتقصد نتنياهو من خلال ربط إعلانه عن اعتزامه البدء بمرحلة اغتيال قادة حماس من جهة، باستهداف مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان من جهة ثانية؛ لفت نظر واشنطن إلى أمر هام بحسب التفكير الإسرائيلي وهو أن حماس لديها تواجد مسلح خارج غزة؛ وعليه فإن عملية نزع سلاحها لا يجب أن يقتصر على بنيتها العسكرية في غزة فقط بل أيضاً في بلدان الشتات الفلسطيني وبشكل خاص في لبنان.

ولا شك أن قصف إسرائيل لمخيم عين الحلوة يشكل تصعيداً بالغ الخطورة كونه يعني أن نتنياهو ذاهب ليس لتبريد الجبهة مع لبنان بل لتصعيدها، وأيضاً لفتح جبهة جديدة فيها وهي جبهة الشتات الفلسطيني.

وضمن هذا السياق يتوجب لحظ المعطيات الأساسية التالية:

أولاً- عملية الاعتداء الإسرائيلي على مخيم عين الحلوة استهدف ملعباً صغيراً كان يلهو فيه بعض الفتية الفلسطينيين اللاجيئن؛ وعليه فهو استهداف تقصد إيذاء المدنيين، وتقصد المباشرة بحرب ضغط على بيئة الشتات الفلسطيني كخطوة أولى قد تستهدف على مدى متوسط تحقيق هدف تفكيك المخيم الفلسطيني وتوطين اللاجئين ضمن مشروع إسرائيلي استراتيجي يعتبر أن الحل لمشكلة اللاجيئن الفلسطينيين؛ هو في استيعابهم من قبل الدول العربية.

ثانياً- استهداف مخيم عين الحلوة له رمزية خاصة ضمن الاستهداف الإسرائيلي الاستراتيجي للقضية الفلسطينية ببعدها السياسي والقانوني وليس فقط ببعدها العسكري؛ فمخيم عين الحلوة يعتبر عاصمة الشتات الفلسطيني؛ وبخصوص موقعه داخل معادلة التمثيل الفلسطيني فهو يعتبر العاصمة التي تمثل في الخارج كل الفصائل الفلسطينية وذلك بمقابل أن رام الله هي عاصمة الداخل الفلسطيني. 

.. إن كل ما تقدم، مضافاً إليها حملة التشكيك الإسرائيلية بقدرة الدولة اللبنانية على مواجهة تحديات نتائج حرب غزة؛ يرسم صورة قاتمة تفيد بأن التوجه الإسرائيلي تجاه لبنان ليس فقط تصعيدي بل هو أيضاً يتجه لفتح جبهة ثانية ضد الشتات الفلسطيني وذلك داخل الجبهة اللبنانية التي يصر نتنياهو على عدم إغلاقها..

Exit mobile version