تمثل الوزيرة حنين السيد اتجاهاً جديداً داخل مشروع حوكمة الدولة في لبنان؛ والنقطة الفارقة هنا ليست فقط أنها كفؤة وتراعي الشفافية في إدارة وزارتها؛ بل أيضاً تتجه بمنحى لجعل الإصلاح ليس عبارة عن حزمة قرارات بل تراكم يستمر بعد ذهابها من الوزارة.
الوزير جان عبيد رحمه الله كان له عبارة مشهورة مفادها أن ثروة لبنان ليست في غازه الموجود تحت الأرض بل ثروته الحقيقية هي في طاقته البشرية الموجودة فوق الأرض. الوزيرة حنين السيد هي مثال على ما قصده جان عبيد؛ هي نموذج عن ثروة لبنان التي يمكن الاعتماد عليها في عملية إعادة البناء نحو المستقبل.
خلال اللقاء بالوزيرة حنين السيد سرعان ما تترك عدة انطباعات لدى محدثها أبرزها “الثقة بالنفس” وذلك من موقع تواضع السنابل المثقلة؛ وأيضاً الحرص على الاستماع حتى اللحظة الأخيرة التي تسمح لها بلورة رد من جانبها يعبر عن فهم عميق لما يقال لها ولما يجب أن تقوله رداً على ما سمعته.
يبقى القول أن مسيرة الإصلاح في لبنان لا تحتاج فقط إلى شعارات عن محاربة الفساد، بل تحتاج بالأساس وإلى جانب الشفافية، فهماً عميقاً لكيفية البناء ضمن مفاهيم حسن الحوكمة..
تحية للوزيرة حنين السيد، على أمل لقاء موسع معها حول قضايا تخص مستقبل البلد وما يجب فعله لإعادة البناء..
