ڤيديو ضدّ بشار الأسد يقضي على فضل شاكر [الحلقة الأولى]
كتب عوني الكعكي:
تردّدت كثيراً قبل أن أكتب قصة الفنان الكبير فضل شاكر، ولكني قرّرت الكتابة عن فضل، بعد أن اتصل بي صديقي الصيدلي نبيل الشمّاع الذي كان مقرّباً جداً من فضل.. لا بل يمكن القول إنّه كان الوحيد الذي لم يتركه يوماً خلال محنته، وحسب معلوماتي فإنّ الصيدلي المحترم قام بمساعٍ حثيثة لإظهار حقيقة الفنان الكبير الذي هو نجم كبير.. لا بل من أكبر النجوم، والكثيرون يشبّهون خامة صوته بالمطرب الكبير، محبوب الجماهير عبد الحليم حافظ.
يبقى هناك سؤال كبير وهو: ما علاقة الفنان فضل شاكر بالسياسة؟
الجواب بكل بساطة: أنّ لا علاقة له بها، بل شاءت الظروف أن يكون الشيخ الأسير هو إمام مسجد مقابل منزل فضل حيث كان فضل يتردّد على المسجد لتأدية واجباته الدينية.
بالعودة الى الڤيديو المسجّل لإحدى حفلات فضل في «مهرجان الرباط» عام 2012، حيث أطلق فضل أمام حشد كبير من الجماهير انتقاده للرئيس الهارب بشار الأسد، وذلك تأييداً للثورة السورية… والمصيبة الأكبر أنّ الجماهير في الرباط تفاعلت معه بشكل كبير، كما هو حال معظم الشعوب العربية…
في الحقيقة أنّ الخلاف مع الرئيس بشار الأسد بدأ بشكل كبير عند بداية الثورة في سوريا، حيث كان الأسد يقول للحكام العرب، وخصوصاً الى الملك عبد الله إنّ هؤلاء الملقبين بالثوار هم مجموعة مرتهنة وعميلة للمخابرات الإسرائيلية.
وأتذكّر أنه بعد مرور 6 أشهر على الثورة، كان بشار يقول الى ابن الملك عبدالله الأمير عبد العزيز، «سوف ينتهي أمر هؤلاء بعد أيام فقط»، وأتذكر أيضاً أنّ الملك عبدالله أرسل ابنه الأمير عبد العزيز الى سوريا وقدّم مساعدة «كاش» 500 مليون دولار أميركي.
بعد ذلك بأسبوع شاهد الملك عبدالله ومن على شاشة تلفزيون «العربية» المدافع والدبابات التابعة لنظام الأسد وهي تطلق النار على التظاهرات السلمية وعلى المساجد. هذه المشاهد لم يتحمّلها الملك عبدالله، فاستدعى ابنه الأمير عبد العزيز وقال له: «إنّ الرئيس الهارب بشار الأسد كذاب.. فكيف يقول: إنّ كل شيء انتهى… وها هو يقوم بعمليات عسكرية ضد شعبه، حتى وصل به الأمر الى قصف المساجد».
وهذه كانت نقطة الفصل بين الملك عبدالله والرئيس الهارب، إذ لم يَعُد الملك عبدالله يرد على بشار، بل أرسل له كلاماً كبيراً يتهمه بأنه كذاب وأنه يقتل شعبه من أجل البقاء على كرسي الحكم.
هذا يعني أنه وبعد مرور 6 أشهر على الثورة الشعبية السورية التي كانت منذ بدايتها سلمية، كان بشار يقصف التظاهرات والمتظاهرين بالمدافع.. حتى وصل به الأمر الى استعمال طائرات الهيلكوبتر في رمي البراميل المتفجرة على المتظاهرين.
بالفعل، العالم العربي كله كان ضد بشار، ومتعاطفاً مع الثورة السورية السلمية.
ظلّت الحال على ما هي عليه، حيث استعان بشار بـ«الحزب العظيم» الذي دمّر عدداً كبيراً من القرى الحدودية بين لبنان وسوريا.. وتحديداً في المناطق الحدودية، في القاع، حتى وصلت الى بلودان والزبداني، ولا مجال الآن للتذكير بهذه المآسي التي يندى لها جبين كل إنسان حرّ.
خلاصة القول، أنّ رأياً عاماً نشأ في العالم العربي يؤيّد الثورة ضد بشار.. وكان فضل شاكر مثله مثل معظم أفراد الشعب مؤيّداً للثورة، ومنتقداً ما يقوم به الرئيس بشار من قتل وتدمير.. إذ يكفي أنه قتل مليوناً و500 ألف مواطن، وهجّر أكثر من نصف الشعب السوري، ويكفي «قانون قيصر»… فقيصر هو ضابط سوري برتبة مساعد أوّل شغل منصب رئيس قلم الأدلة القضائية في الشرطة العسكرية، وهو الذي سرّب صوَر الضحايا في معتقلات النظام السوري في حقبة حكم بشار بين عامي 2011 و2014. وقد عُرضت صوَره في ذكرى «الهولوكوست» بالولايات المتحدة والأمم المتحدة. ويُقال إنّ قيصر هرّب ما يقارب 55 ألف صورة.
وقيصر هو الذي فرض على سوريا قانوناً سُمّي باسمه. هذا القانون يستهدف الأفراد والشركات التي تقدّم الدعم والتمويل لبشار الأسد.
وقد أقرّ مجلس الشيوخ الأميركي القانون في منتصف كانون الأوّل/ ديسمبر (عام 2019). ويعتبر ملف قيصر من أهم الوثائق التي كشفت فظائع النظام السوري وانتهاكاته الممنهجة لحقوق الإنسان، حيث وثّق عشرات الآلاف من صوَر الضحايا.
وإلى اللقاء في الحلقة الثانية
*المقالات والآراء التي تنشر تعبّر عن رأي كاتبها*

![الكعكي: ڤيديو ضدّ بشار الأسد يقضي على فضل شاكر [الحلقة الأولى]](https://alhadeel.net/wp-content/uploads/2025/12/1736545344963.jpg)