طمأن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي جميع القلقين على العلاقة بين بكركري وبعبدا في ظل الكلام عن وجود هوّة بينه وبين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ان هذا الكلام غير صحيح ومعيب بحق الرجلين، وانه لا يمكن وجود مثل هذه الهوّة بينهما.
ودعا البطريرك الرئيس عون خلال زيارته له في قصر بعبدا قبل ظهر اليوم، الى المشاركة في قداس عيد الميلاد، كما تحدث عن رؤيته للأوضاع على الساحة المحلية، واعرب عن اعتقاده بأن عهد الحرب والنزاعات والصدامات قد ولّى، واليوم بات عهد التفاوض والسلام، و”بأننا لن نشهد حرباً جديدة.”
وكان الرئيس عون استقبل البطريرك الراعي عند الساعة الحادية عشرة قبل ظهر اليوم، وبحث معه الأوضاع على الساحة المحلية والتطورات بعد تعيين السفير السابق سيمون كرم في لجنة “الميكانيزم”.
تصريح البطريرك الراعي
وبعد اللقاء، تحدث البطريرك الراعي الى الصحافيين فقال:
“تشرفت بزيارة فخامة الرئيس، والغاية الأولى كانت لتوجيه الدعوة له الى المشاركة في قداس الميلاد، والغاية الثانية هي لتهنئته بزيارة قداسة البابا ونتائجها الجيدة والملموسة، وعلى تعيين السفير السابق سيمون كرم في لجنة “الميكانيزم” والمهمة الموكلة اليه.
لقد تحدثنا في مواضيع داخلية، وهنأته على كل ما نشهده، واعتبر ان ما حصل بعد زيارة البابا، بحسب تفسير الكثيرين، هو من اعمال العناية الإلهية، وأود ان اطمئن الرأي العام القلِق بفعل الكلام عن هوّة بين بكركي ورئاسة الجمهورية، ان هذا الكلام غير صحيح ووجودي هنا دليل على ذلك، ومن المعيب صدور كلام من هذا النوع لانه كلام مشين بحق كل من رئيس الجمهورية والبطريرك، فلا يمكن ان تكون هناك مثل هذه الهوّة بين الرجلين، هذا امر غير ممكن، واذا ما حصل تتم معالجته بينهما، اما تناوله في الاعلام، فهذا يشكل إهانة لنا معاً، فرئيس الجمهورية فوق الجميع، وفوق البطريرك، ولا مجال بالتالي لوجود مثل هذه الهوّة. هذا ما اردت ان اوصله الى الرأي العام من خلالكم، وهذه غايات زيارتي اليوم، وهنأته وجميع اللبنانيين بالاعياد واخذنا صورة تذكارية امام المغارة. ونحن نفرح اليوم ان فجر السلام حط رحاله في لبنان بعد زيارة قداسة البابا.
سئل: هل هناك متابعة لزيارة البابا على المستوى الروحي والسياسي في لبنان، وما هو تعليقك على المفاوضات بعد تعيين السفير كرم؟
أجاب: علينا اخذ كل خطابات قداسة البابا وتحويلها الى برنامج رعوي للكنيسة لتحقيقها وعيشها، وقد بدأنا في هذا الامر.
اما المفاوضات، فمن الجيد ان تحصل، لانها على الأقل تبقى افضل من الحرب، وخاصة بعد تعيين السفير كرم الذي يحظى بثقة دولية بشخصه، وهذا نقرأه على انه من نتائج قداسة البابا، فنحن في زمن سلام وعلينا ان نعيشه، وهو ما يشكل فرحة للبنانيين، فعهد الحرب والنزاعات والصدامات قد ولّى، وبدأ عهد الجلوس والتفاوض معاً وهو امر مدعوم دولياً.
سئل: هذه التمنيات ربما تكون عكس ما تريده إسرائيل، خصوصاً بالنسبة الى السلام واصرارها على لغة النار. أي مقاربة برأيك مقبولة لدى لبنان وإسرائيل؟
أجاب: لا اعلم لماذا لا تزال إسرائيل تهدد بالحرب، فالاميركيون قادرون و”يمونون” عليها كما يبدو، وقبولهم بالمفاوضات علامة جيدة، ولا يجب ان ننسى ان الجيش اللنباني يقوم بعمله وينتشر كما يجب في جنوب الليطاني، وهو امر معروف لدى إسرائيل والأميركيين. لا خوف لديّ من اندلاع حرب، لان اللغة حالياً هي لغة التفاوض والدبلوماسية والسياسة وليس لغة الحرب التي لا يريدها احد، خصوصاً وان الجيش اللبناني يقوم بالمهام الموكلة اليه.
سئل: هل تطمئن اللبنانيين انهم سيستطيعون ان يعيشوا أجواء العيد من دون الانزلاق الى حرب جديدة؟
أجاب: لا اعتقد اننا سنشهد حرباً جديدة، فهناك مفاوضات حالياً، وهي فوق الحرب واهم منها، خاصة ان إسرائيل قبلت بها ولو لم ترض لكانت هناك علامات استفهام كثيرة، ولكن قبولها والمباشرة بها هي علامة جيدة. ونحن من جهتنا، نعتبر السفير كرم شخصية ممتازة للمفاوضات، ومن المفترض ان يكون من عيّنه الاسرائيليون في المقابل، شخصاً قادراً على التفاوض. الأمور تحتاج الى بعض الوقت، ولا يمكن الاستعجال، ولكن هذا هو الجو السائد، جو المفاوضات والسلام وليس جو الحرب، وهذا هو الأهم.
سئل: موقف حزب الله لا يزال رافضاً للتفاوض وتسليم السلاح، هل من الممكن تأخير السلام الذي تتحدث عنه؟
أجاب: آمل ان يستوعب الجميع موقف رئيس الجمهورية والمفاوضات، والاخذ في الاعتبار ان المفاوضات لا تعني اننا ذاهبون الى اتفاق مع إسرائيل، بل هي أولية، ولن يبقى احد جانباً، ولا احد يمكنه ان يضع جانباً اياً كان. هم يقولون انهم لا يرغبون في تسليم كل شيء الى إسرائيل، وهذا اصلاً امر غير وارد، والمفاوضات أولية ولهم دورهم والرئيس يستمع اليهم، وانا اعتقد ان لا خوف من هذا الامر، فهم ليسوا على الهامش، ومن حقهم التعبير عن رأيهم، وحق رؤساء الجمهورية ومجلسي النواب والحكومة التأكد من هذا الامر ووضعهم في الاجواء. اعتقد ان جو السلام هو المفضل وهم سيرتاحون الى هذا الجو.
وآمل ان يكون العيد مباركاً على الجميع.”
سفير الاتحاد الروسي
الى ذلك، كانت للرئيس عون لقاءات دبلوماسية ونقابية. وفي هذا السياق، استقبل الرئيس عون سفير الاتحاد الروسي في لبنان الكسندر روداكوف الذي نقل الى رئيس الجمهورية دعم بلاده للمواقف التي اتخذها مع الحكومة، ولا سيما في ما خص التفاوض عبر لجنة “المكانيزم”، مؤكداً على ثبات الموقف الروسي في مجلس الامن الى جانب القضية اللبنانية، وهو ما عبّر عنه المندوب الروسي الذي رافق بعثة سفراء الدول الأعضاء في مجلس الامن خلال زيارتهم الى بيروت نهاية الأسبوع الماضي.
واكد السفير روداكوف خلال لقائه الرئيس عون، على أهمية حصول زيارة رسمية لرئيس الجمهورية الى موسكو في اقرب وقت ممكن، بهدف التداول في الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة، وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وفد المنظمة الدولية للإعلان (IAA)
نقابيا، استقبل الرئيس عون وفد “المنظمة الدولية للإعلان” IAA برئاسة السيد ناجي بولس وعضوية السادة والسيدات: اميل طبنجي، ليليان مارون، امال شماس، ناجي عيراني، يوسف نعمان، الان دافيد، رالف باشا، جورج سليم، ايلي عشقوتي، ملحم رشدان.
وتحدث السيد بولس باسم الوفد، فهنأ الرئيس عون بنجاح زيارة الحبر الأعظم البابا لاون الرابع عشر الى لبنان لاسيما لجهة التنظيم والمضمون، وعرض لعمل فرع لبنان في الـ IAA الذي تأسس العام 1961 ويضم شركات الإعلان ووسائل الإعلان والمعلنين وشركات إدارة الإعلان، لافتاً الى ان العديد من أعضاء المنظمة يتولون تسويق الإعلان في لبنان والعالم العربي، مشيراً الى ان فرع لبنان يحضّر لاستضافة المؤتمر العالمي للمنظمة الذي سيعقد في بيروت في تشرين الأول 2026 ويشارك فيه نحو 500 شخصية تعمل في حقل الإعلان في العالم، وان التحضيرات قائمة للاستضافة، متمنياً ان يرعى رئيس الجمهورية هذا المؤتمر. وقال السيد بولس ان اللبنانيين رواد في حقل الإعلان وحضورهم يتجاوز لبنان الى دول عربية عدة، وان تحسن الأوضاع في لبنان سيساعد في تعزيز دور العاملين في حقل الإعلان.
ورحب الرئيس عون بالوفد، متمنيا ًللعاملين في حقل الإعلان في لبنان دوام النجاح والتوفيق، مؤكداً ان اللبناني يبدع في الداخل والخارج، و”كلما ازور دولة عربية، اسمع اطراء من المسؤولين فيها على دور اللبنانيين وابداعهم في مختلف الحقول التي يعملون فيها”.
واكد الرئيس عون ان لبنان استعاد حضوره على الخريطة العالمية، و” كلما تحسنت الأوضاع في الداخل سوف يتعزز هذا الحضور في الخارج، وهذا ما نعمل له مع الحكومة من خلال ما تحقق حتى الان من إنجازات على رغم مرور عشرة اشهر فقط على تشكيل الحكومة ونيلها الثقة.”
عائلة الإعلامي الراحل بسام براك
وفي قصر بعبدا، وفد عائلة الإعلامي الراحل بسام براك الذي ضم ارملته السيدة دونيز براك وأولاده غدي ورنيم ونينار براك، الذين شكروا الرئيس عون على مواساتهم ومنحه الفقيد وساماً تقديراً لعطاءاته الفكرية والأدبية والإعلامية.
وجدد الرئيس عون تعازيه، منوها بما كان يتمتع به الراحل من صفات اهلته ليقوم بجهد اعلامي وادبي كبيرين، لاسيما في اطلاق مبادرة الاملاء باللغة العربية التي كانت محطة مضيئة في مجال التعمق باللغة العربية وآدابها.
الأستاذة الجامعية جنيفر عواد
الى ذلك، استقبل الرئيس عون رئيس رابطة قدامى مدرسة مون لاسال السيد جورج الخوري مع وفد من الرابطة، والاستاذة الجامعية جنيفر عواد، مبتكرة ومديرة تطبيق “أتعلم” التي تم تكريمها في 22 تشرين الأول ٢٠٢٥ في دبي، وتسلمت من الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، جائزة محمد بن راشد للغة العربية، عن فئة التكنولوجيا،” أفضل تطبيق ذكي لتعليم اللغة العربية ونشرها ” لتطبيق أتعلم Ata3allam الثوري اللبناني الذي يعلم منهج اللغة العربية للأطفال من عمر ٤ إلى ٨ سنوات.
وأشارت الأستاذة عواد الى ان هذه الجائزة هي أرقى جائزة دولية من حاكم دبي تعنى بالحفاظ على اللغة العربية وتعليمها بأفضل الطرق التي تحاكي العصر.
وقد هنأ الرئيس عون الاستاذة عواد “التي فازت عن جدارة ووضعت لبنان من جديد على خارطة المبدعين في الثقافة والتعليم والتربية”، متمنيا لها التوفيق ودوام النجاح في الميدان الفكري والثقافي الذي اختارته. ولفت الرئيس عون الى اقتراب موعد اليوم العالمي للغة العربية، في ١٨ كانون الاول، حيث أكد على “أهمية هذا الفوز المشرف للحفاظ على اللغة العربية وتاريخنا وتراثنا”.
تهنئة بالاستقلال
الى ذلك، استمر الرئيس عون قي تلقي برقيات التهنئة بذكرى الاستقلال من قادة ورؤساء الدول العربية والأجنبية، الذين شددوا على الرغبة في توطيد أواصر العلاقات التي تربط دولهم بلبنان.
ابرق الى الرئيس عون مهنئاً، كل من: سلطان عمان الشيخ هيثم بن طارق، امير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، والعاهل الاسباني الملك فيليب السادس.





