خاص الهديل….

بقلم: ناصر شرارة
تتجه أنظار المنطقة إلى موعد ٢٩ الشهر الجاري حيث القمة الرابعة بين ترامب ونتنياهو.
هناك عدة سيناريوهات متخيلة بخصوص ما يمكن أن يجري خلال هذا الاجتماع ومجملها محصورة بثلاثة سيناريوهات:
السيناريو الأول يقول انه كالعادة سيلتقي ترامب مع نتنياهو أمام الإعلام، وسيتبادل الرجلان المجاملات، وسيعلن بيبي عن التزامه بخطة ترامب وموافقته على دخول المرحلة الثانية. ولكن بعيداً عن كاميرات الإعلام سوف يكون للرجلين خلوة مطولة لا يكون ثالثهم فيها إلا مصالحهما.
لقد سبق أن اتفق ترامب مع نتنياهو في واحدة من خلواتهما السابقة على ضرب إيران، وعلى تنفيذ “خطة خداع ضدها”؛ ومنذ تلك الواقعة بات مراقبون كثر يسمون خلوات ترامب – نتنياهو “بخلوات الخداع”.
السؤال ضمن هذا السيناريو هو ما هي أهم الملفات التي سيناقشها الطرفان في خلوتهما المرتقبة؟؟.
وهنا ندخل للحديث عن السيناريو الثاني المتخيل بخصوص مضمون زيارة نتنياهو المقبلة للولايات المتحدة الأميركية؛ ذلك أن مباحثاتهما الجدية ستجري بعيداً عن الإعلام وضمن دبلوماسية “الخلوات المغلقة” أو “خلوات الخداع”.
الملف المحوري بين الرجلين والأكثر صلة بمصالحهما هي الانتخابات النصفية الأميركية وأيضاً الانتخابات العامة الإسرائيلية، وكلتاهما ستعقدا في النصف الثاني من العام المقبل. يوجد لنتنياهو عبر ايباك وعبر الميخا المؤيدة لإسرائيل – أصبحت جسماً داخل جسم الماغا المؤيدة لترامب – قدرة على التأثير على حظوظ ترامب في الانتخابات النصفية؛ وبالمقابل يوجد لترامب قدرة ليست بحاجة لإيضاحها، للتأثير على نتائج الانتخابات العامة الإسرائيلية؛ وعليه الرجلان يحتاج كل منهما لتفهم مشاكل الآخر؛ ما يقود للاستنتاج بأن هذه مفاوضات لن تكون صعبة على نتنياهو ولن تكون سهلة على ترامب.
أما السيناريو الثالث فيتحدث عن أن ترامب سيمارس ضغوطاً قاسية على نتنياهو في أكثر من ملف: ملف انصياع نتنياهو للدخول في عمق المرحلة الثانية على نحو يقود لانسحاب الجيش الإسرائيلي من الخط الأصفر إلى الخط الرمادي على الأقل أو إلى الخط الأحمر.. وأيضاً قبول نتنياهو بفكرة أن نزع سلاح حماس يحتاج إلى عامين؛ ولن يحصل بين ليلة وضحاها؛ الملف الثالث هو مصر وقبول إسرائيل بدورها داخل دعم استقرار الغزاويين في غزة بدل تشجيعهم على الهجرة من غزة عبر منفذ رفح المصري كما يريد نتنياهو؛ الخ.. وزد على ذلك ملف سورية حيث ترامب يريد إعطاء فرصة لأحمد الشرع فيما نتنياهو يريد إنهاء حياة تجربة الشرع لمصلحة إنشاء مناطق نفوذ في سورية..
..وعليه فإن ترامب وفق السيناريو الثالث يريد وضع ترامب داخل الزاوية في رحلة تنفيذ المرحلة الثانية من مبادرته؛ أما ترامب بحسب متخيل السيناريو الثاني، فهو يريد عقد صفقة أو تسوية مع نتنياهو!!.

