نزيه حمد:
خطايا إختيار المحيطين
يسقط كبار الرجال
بقلم: نزيه حمد رئيس مجموعة نزيه الخليجية
في عالم السياسة كما في عالم التجارة، تتكرر
ظواهر أشخاصٌ يتقربون منك حين يحتاجونك، يظهرون الموده ويتصنعون الولاء، ويقدّمون أنفسهم كرجال ثقة ليصلوا إلى مبتغاهم.
وما إن تتحقق مصالحهم، ينقلبون على أعقابهم، ويتنكرون لكل فضيله، بل يجاهرونك العداء لتغطية عقدة النقص التي يعانونها، وكأنهم لم يعرفوك يومًا.
الأخطر أنهم يدّعون أمام الناس أن ما وصلوا إليه هو ثمرة جهدهم وارثهم العائلي والسياسي، بينما الحقيقة التي يخفونها:
لولا دعمك، وفتحك الأبواب لهم، وثقتك بهم… لما ظهر لهم اسم اومقام أو مركز ما.
وهؤلاء المنتفعون والمتسلّقون، سواء سياسيا أو تجاريا، مهما جمعوا من مال أو اعتلوا من منصب، سيبقون من الداخل فاقدين للطمأنينة.
يظهرون للناس نجاحًا مُصطنعًا، ويخفون في داخلهم قلقًا يعرف أصله:
فهم نهضوا على فضل غيرهم، لا بجهدهم او تعبهم.
لكن الحقيقة التي يجب أن يعيها ويتفهمها كل سياسي ورجل أعمال، بصراحة لا لبس فيها: ان الكثير من المشكلات والسقطات لا تأتي من هؤلاء وحدهم… بل من إختيارنا للأشخاص الخطأ ليكونوا معنا في مسيرة الحياة.
فالسياسي الذي يحيط نفسه بالمنافقين، يدفع ثمن قراراتهم واستهتارهم.
والتاجر الذي يرفع المتسلّقين ويمنحهم الفرص دون تدقيق، يفتح على نفسه أبواب الخسائر والخيانة.
الاختيار الصحيح ليس مجرد تفصيل… بل هو أساس نجاح أي مشروع سياسي أو اقتصادي.
وكل نجاح يقوم على أشخاص غير مؤهلين، أو غير أوفياء، أو غير نزيهين… هو نجاح هشّ، ينهار عند أول اختبار.
وفي المقابل، القائد — سياسيًا كان أم اقتصاديًا — الذي يعرف كيف يختار معاونيه، ويحسن مراقبتهم، ويحفظ حق المخلصين، ويبعد الفاسدين فورًا، هو وحده من يحمي مسيرته، ويصنع إرثًا يحترمه الناس ويشهد له الزمن.
فالناس ترى وتعرف وتميّز… والزمن لا يرحم أحدًا.
وما بُني على تضليل يسقط، وما بُني على الحقّ يبقى.
ويبقى الفرق واضحًا بين:
• من يصنع النجاح…
• ومن يعيش على نجاح غيره ثم يتنكرله
أحسنوا اختيار من حولكم، فهُم الذين يرفعونكم… أو يسقطونكم.
