كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
التزاما منه بمقتضيات الدستور، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري المجلس النيابي الى عقد جلسة في الحادية عشرة من قبل ظهر الخميس المقبل، لتلاوة رسالة رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، التي اعلن الاحد امام جماهير تياره، توجيهَها الى البرلمان، لمحاولة سحب التكليف من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي.
بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن هذه الجلسة لن تخرج بأي نتائج عملية في ما خص التكليف. فأولا، تكليف ميقاتي سقط تلقائيا مع انتهاء ولاية عون منتصف ليل الاثنين. الى ذلك، ولو سلّمنا جدلا بأن البرلمان صوّت على التكليف، فإن فريق ٨ آذار ومعه النواب السنّة او معظمهم، وربما ايضا نواب اللقاء الديمقراطي، قادرون على ابقاء التكليف في جعبة الرئيس ميقاتي.
انطلاقا من هنا، تضيف المصادر، فإن غاية الفريق الرئاسي من هذه الرسالة هو اغتنام جلسة تلاوتها ومناقشتها، للمزايدة مسيحيا وشعبيا، ولمحاولة تصوير القوى المسيحية الاخرى وكأنها راضية عن “سطو” ميقاتي، بدعم من بري، على صلاحيات رئاسة الجمهورية. وقد دلت مواقف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في اليومين الماضيين على هذا التوجه “الشعبوي المُزايِد”، وكشفت نوايا “التيار” الفعلية المضمرة من الرسالة الرئاسية، حيث غرّد باسيل عبر تويتر كاتبا: باع اليوضاسيون صلاحيات الرئيس باتفاق الطائف، وامتنعوا لليوم عن تنفيذ أحسن ما فيه. وهم يتحضّرون بعد 31 تشرين لبيع ما تبقى من صلاحيات لنجيب ميقاتي ونبيه بري”. وأضاف: ناضلنا 15 سنة واسترجعنا الحقوق لنحفظ لبنان، ومستعدّون للمقاومة لمنعهم من سلبها، نحن بلّغنا وحذّرنا.
لكن القوى المسيحية المعارضة لن تنجر الى حيث يريد “البرتقالي” أخذها، تتابع المصادر، ولن تُحرجها مزايداتُ باسيل وهي لن تتأثر بها. فموقفها سيكون قانونيا صرف، وهي ستتسلح بالدستور وبما يقوله لا اكثر ولا اقل: فما كانت تقوم به حكومة تصريف الاعمال قبل الشغور، يُفترض ان تستمر به، بعده، من دون زيادة او نقصان، لتسيير شؤون الناس وامور البلاد والعباد. اما محاولة غض الحكومة ورئيسِها النظر عن وضعية الشغور وعقدُها الجلسات وكأن لا فراغ على قاعدة business as usual فأيضا مرفوضٌ ولن تسكت عنه المعارضة. وهي، ستقول للتيار بوضوح: اذا كنت حريصا على صلاحيات رئيس الجمهورية، إذهب الى الانتخابات الرئاسية واقلع عن التصويت بورقة بيضاء واوقف التعطيل وتطيير الجلسات ونصابها، فهذه أقصر طريق لصون الصلاحيات وحمايتها ومنع الافتئات عليها.
على الارجح، جلسة تلاوة الرسالة ستنتهي بلا نتائج حقيقية.. وبعدها ستكون حلقاتٌ جديدة اضافية في مسلسل كباش التيار الوطني الحر، مع الحلفاء والخصوم لمحاولة ايصال رئيسه باسيل الى بعبدا خلَفا لعمّه، تختم المصادر.