خلف الحبتور:
“من محبتي للبنان، أرجو أن يضع الجميع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار”
بعد انتهاء الحرب الأخيرة في لبنان، تمّ الاتفاق على هدنة لوقف إطلاق النار وتنفيذ القرارات الأممية، وعلى رأسها القرار1701. ورغم وضوح نصوص الاتفاق والقرارات، إلا أن محاولات البعض – وعلى رأسهم حزب الله – لم تتوقف عن التهرب من التفسير الحقيقي لهذه النصوص. بل سعوا إلى تحوير الوقائع وإقناع البعض بأن نزع سلاح الميليشيات ينحصر فقط حتى حدود الليطاني، متجاهلين عمداً أو عن جهل حقيقة القرارات الدولية.
ما يدعو للدهشة أن هناك أطرافاً سياسية في لبنان تماهت مع هذا التحوير، وتوافقت مع حزب الله في هذا السياق، ضاربة بعرض الحائط مصالح لبنان وسيادته وقرارات المجتمع الدولي. لكن الحقيقة لا يمكن تحويرها؛ فقد أكدت الأمم المتحدة مؤخراً، ومن خلال تصريحات صريحة من مستشار الرئيس الأمريكي للشؤون العربية السيد مسعد بولس، أن نزع سلاح حزب الله والميليشيات يجب أن يشمل كل الأراضي اللبنانية، وليس فقط مناطق محددة جنوب الليطاني.
هذا التحوير الممنهج لا يضرّ فقط بسمعة لبنان الدولية، بل يعرض الدولة بكل مؤسساتها وكيانها وشعبها إلى خطر حقيقي. فنسف مبدأ الهدنة أو محاولة الالتفاف عليه قد يكون ذريعة كافية لـإسرائيل لإعادة الحرب من جديد. ولا يخفى على أحد أن التصعيد في المرحلة الحالية قد يؤدي إلى دمار أكبر مما شهده لبنان حتى اللحظة منذ الـ18 من سبتمبر.
أتوجه بنداء من القلب إلى كل القوى اللبنانية: أرجو منكم التمسك ببنود الهدنة كما هي وتنفيذها بكل تفاصيلها دون تلاعب أو اجتهادات متعمّدة. إن استقرار لبنان وسلامة شعبه ليس ورقة مساومة، بل ضرورة وطنية وأخلاقية. وأذكر الجميع بأن أي تفريط أو تجاهل لهذه القرارات سيجعل لبنان عرضة لمزيد من الضربات العسكرية والمآسي التي يدفع ثمنها الشعب اللبناني وحده.
إسرائيل تبحث عن ذريعة لتبرير تصعيدها. فلا تهدوها تلك الذريعة على طبق من فضة. من محبتي للبنان، أرجو أن يضع الجميع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، ويعملوا على إنقاذه من المزيد من الانهيار والخراب.
اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد.