الهديل…..
شهدت دار الفتوى في بيروت اليوم حفل الإفطار الرمضاني الذي جمع أركان الدولة، في مقدمتهم رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى جانب شخصيات سياسية ودينية بارزة.
هذا اللقاء الذي يأتي في ظل مرحلة حساسة تمر بها البلاد، حمل في طياته رسائل وطنية واضحة، سواء من خلال كلمة رئيس الجمهورية جوزاف عون أو كلمة سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان.
في كلمته أكد الرئيس جوزاف عون على أهمية الوحدة الوطنية والتضامن بين اللبنانيين، مشيراً إلى أن الصوم، سواء لدى المسلمين أو المسيحيين، هو فرصة لتعزيز قيم الصبر والتقوى والتقرب من الله، ما يعكس المشترك الروحي بين الطوائف اللبنانية.
كما أكد الرئيس عون أن لبنان وطن للجميع، وأن المشاركة السياسية يجب أن تكون شاملة دون إقصاء أو تهميش لأي مكون، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة الالتزام بالدستور ووثيقة الوفاق الوطني بعيداً عن التفسيرات السياسية الضيقة.
وضع الرئيس عون رؤية واضحة لدور الدولة القوية والعادلة، مؤكداً أن لا مشروع يعلو فوق مشروع بناء الدولة التي تحمي جميع أبنائها وتصون مؤسساتها. وأمام التحديات التي يواجهها لبنان، شدد على أن إرادة الحياة لدى اللبنانيين أقوى، وأن المستقبل يجب أن يُبنى على أسس الاستقرار والتنمية والانفتاح على المحيطين العربي والدولي.
من جهته، أكد المفتي عبد اللطيف دريان على أهمية استعادة لبنان لعافيته الوطنية، مشيداً بدور القيادة السياسية في تجاوز المحن التي كادت أن تغرق البلاد.
وأشار سماحته إلى أن الحكمة والتكاتف بين اللبنانيين كانا مفتاح الخروج من الأزمات، موجّهاً رسالة دعم وثقة للرئيس عون، ومؤكداً أن لبنان مقبل على عهد جديد من الإصلاح.
في ضوء ما اُطلقت من تصريحات من دار الفتوى؛ تعكس هذا اللقاءات وما تضمنته الكلمات الرسمية إدراكاً واضحاً لحجم التحديات التي تواجه لبنان، مع التأكيد على ضرورة تجاوز الانقسامات والعمل وفق رؤية وطنية جامعة.
كلمة الرئيس عون جاءت لترسيخ مفهوم الدولة القوية التي تقوم على احترام الدستور والشراكة الوطنية، فيما حملت كلمة المفتي دريان تطمينات حول مسار الإصلاح، في إشارة إلى بداية مرحلة جديدة يُفترض أن تكرّس استقرار المؤسسات وتعافي الدولة.
دار الفتوى، وكما أكد المفتي دريان، ستبقى منبراً للتلاقي والحوار، ما يجعل هذا الإفطار ليس مجرد مناسبة اجتماعية، بل محطة سياسية تعبّر عن توافق وطني مطلوب في هذه الظروف الدقيقة.