من هو عدنان السيد.. القبض على نائب قائد «لواء القدس» في حلب
في تطور أمني لافت، أعلن الأمن العام في مدينة حلب عن القبض على عدنان السيد، الذي يُعدّ «نائب قائد لواء القدس» في أيام النظام السوري السابق، وأحد الوجوه البارزة المرتبطة بإيران وحزب الله في المنطقة، وذلك بتهمة التورط في شبكة لتجارة وتهريب الكبتاغون.
وتم القبض عليه في منطقة الشهباء في حلب الأربعاء.
القبض على عدنان السيد
من هو عدنان السيد؟
يُعرف عن عدنان محمد السيد في الأوساط الأمنية والعسكرية بأنه شخصية بارزة ضمن «لواء القدس» الفلسطيني في سوريا التابع لشعبة المخابرات، وتحديدًا في محافظة حلب، حيث كان يشغل منصبًا تنسيقيًا حساسًا يُعتقد أنه مرتبط بملفات عسكرية وأمنية تتجاوز حدود المحافظة.
تصفه بعض التقارير غير الرسمية بأنه أحد أذرع إيران الميدانية في شمال سوريا، يتمتع بعلاقات وثيقة مع كوادر من حزب الله، ويلعب دورًا لوجستيًا هامًا في تمرير الدعم الميداني ونقل الإمدادات بين الحدود السورية واللبنانية.
عُلم عن عدنان السيد إنه تم فصله من «لواء القدس» عام 2023 بعد كشف وسائل إعلام إيرانية مسؤولية اللواء عن إطلاق 3 صواريخ من سوريا على مرتفعات الجولان المحتل.
وكشفت وسائل إعلام سورية في وقت سابق عن شبكة دولية لتجارة الكبتاغون مركزها سوريا. وفي ريف حلب، كانت تُنسّق عمليات إنتاج وتوزيع الحبوب المخدّرة عبر معامل مموهة ومزارع نائية، ويتم نقل الكميات لاحقًا عبر خطوط تهريب تمرّ من البادية السورية وصولًا إلى الحدود اللبنانية.
عدنان السيد والأمر بفصله
من هو «لواء القدس» في سوريا؟
كان يُعد «لواء القدس» واحدًا من أبرز الميليشيات المسلحة التي تنشط في سوريا إلى جانب قوات النظام السوري السابق. ورغم تسميته التي توحي بانتماء فلسطيني، إلا أن الولاء الفعلي لهذا التشكيل المسلح يرتبط بنظام بشار الأسد والحرس الثوري الإيراني، ويُصنف كجزء من منظومة الميليشيات المدعومة من إيران في المنطقة.
تأسس “لواء القدس” في عام 2013 بمدينة حلب على يد القيادي محمد سعيد (الملقب بـ «محمد السعيد»)، وهو فلسطيني من سكان مخيم النيرب شرقي حلب. جاء تأسيسه بدعم مباشر من الأجهزة الأمنية السورية، وبتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني، وذلك بهدف استقطاب شبان من المخيمات الفلسطينية والسكان المحليين للقتال إلى جانب قوات النظام السوري ضد فصائل المعارضة.
محمد السعيد قائد لواء القدس إلى جانبه عدنان السيد
كان يُعتبر أحد الأذرع شبه العسكرية التي تنفذ الأجندة الإيرانية في سوريا إلى جانب فصائل أخرى مثل «حزب الله» و«لواء فاطميون» و«زينبيون».
كما يتمتع بعلاقات وثيقة مع أجهزة الاستخبارات السورية، ويشارك في مهام قتالية مشتركة مع قوات الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري، إضافة إلى دوره في عمليات القمع والمداهمات في مناطق المعارضة السابقة.
ويكشف تحقيق لـ«تلفزيون سويا» أن نزوح آلاف اللبنانيين عقب حرب تموز 2006 إلى مدينة حلب، كان «مفتاحاً لعلاقة متينة بين السعيد وحزب الله، حيث نشط السعيد في عمليات إغاثة واستقبال النازحين اللبنانيين، وأصبحت المدينة مقصداً لقادة من الحزب بهدف تنسيق الجهود لمساعدة اللبنانيين في المدينة».
في السنوات الأخيرة، ورد اسم «لواء القدس» في تقارير محلية ودولية تتحدث عن تورط فصائل موالية لإيران في تجارة المخدرات، خصوصاً الكبتاغون. ويُعتقد أن اللواء يشارك في شبكات تهريب عبر الحدود السورية – العراقية والسورية – اللبنانية، ما يجعله لاعباً أساسياً في هذه التجارة غير الشرعية.
وبعد معركة مطار النيرب العسكري في حلب عام 2016، حصل «لواء القدس» على دعم روسي إلى جانب الإيراني وتوسّع نفوذه نحو البادية السورية، كما شارك بعدها في معارك إدلب.