خاص الهديل:
قهرمان مصطفى…
من الواضح أن أميركا لم تكن بحاجة في زمن العقول الرقمية للدبابات كي تغزو العالم، بل اكتفت بكاميرات هوليوود وعدساتها الساحرة؛ فجعلت من المواطن الأمريكي بطلاً خارقاً لا يُقهر، يُنقذ الكوكب تارةً من الفضائيين، وتارةً من الكوارث، وأحياناً… من نفسه!
لكن خلف ستار السينما، يظهر المشهد الحقيقي: إدارة أمريكية، بوجهٍ سلطوي، لا تخجل من عرض أنيابها في وضح النهار.. تتفاخر بنواياها السلوطية كأنها إنجاز دبلوماسي، ويتصدر المشهد كبيرهم الأشقر، الذي يبدو وكأنه خرج لتوه من رواية ساخرة، يتصرف كمن ورث العالم في مزاد علني.
كل ظهور له على الشاشات العالمية يربك أسواق المال، ويهز ثقة الشعوب، فهو لا يجيد إلا لغة السوق والصفقات، يتعامل مع العالم كخريطة تجارية، لا كمنظومة إنسانية؛ رأسه كأنه عقدة أفعى، ولسانه سياطٌ من التصريحات الهوجاء، يحسب له العالم ألفُ حساب.
وعليه لم يعد العالم كما نعرفه؛ تحوّل إلى سيركٍ كبير، لكنه ليس سيرك المحترفين، بل هواة يجربون الحرق أثناء اللهب.. فُتحت الأقفاص، ووضعت الحيوانات المفترسة جنباً إلى جنب مع الأليفة، وترك الضعفاء ليكونوا وجبة استعراضية في مسرح الفتك.
ومما لاشك فيه أن الطامة الكبرى، هي أن مدير هذا السيرك لا يكتفي بالفرجة فقط، بل يبتز الحضور برسوم باهظة، ويبتسم بعد كل جولة كأن ما حدث عرضٌ كوميدي. والكارثة الأكبر؟ أن الجميع يصفق.
والسؤال الأهم هنا: إلى متى يستمر هذا السيرك؟