خاص الهديل….
قهرمان مصطفى
قبل أن يدخل الرئيس الأمريكي ويتربع على كرسي الرئاسة في البيت الأبيض، بدأ بإطلاق سياسات هجومية وعدائية ضد الجميع، ومنها دعوته لتهجير الفلسطينيين إلى خارج غزة، أي إلى كل من الأردن ومصر.. واللتان رفضتا بشكل قاطع لهذا المخطط؛ فعملية التهجير وفق القوانيين والمواثيق والأعراف الدولية، تعتبر جريمة تطهير عرقي، وعليه فإن موقف ترامب المبدئي قد سبق إعلانه مرات منذ السابع من أكتوبر 2023 وكانتا الدولتان – مصر، الأردن – قد رفضتا رفضاً حاسماً لتهجير الفلسطينيين٫ سواء إلى أراضيهما أو إلى أي مكان خارج فلسطين.
وفي أعقاب تصريحات ترامب، الذى تناول فيها تهجيرا مؤقتا أو دائما لحين إعمار غزة، كان التأكيد المصري على لسان الرئيس الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي أكد أن ترحيل أو تهجير الشعب الفلسطيني هو ظلم لا يمكن أن نشارك فيه، مؤكداً في الوقت ذاته أن ثوابت الموقف المصري التاريخي للقضية الفلسطينية لا يمكن أبداً التنازل بأي شكل من الأشكال عن تلك الثوابت والأسس الجوهرية التي يقوم عليها الموقف المصري.
نفس الأمر كانت الأردن لها موقفها أيضاً، حيث أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي رفض بلاده لمقترح ترامب بنقل سكان غزة إلى المملكة، وشددعلى تمسك بلاده بحل الدولتين؛ وبالتالي تتمسك مصر والأردن – وبسند عربي – برفض التطهير العرقي أو التهجير لسكان غزة والضفة، بشكل قاطع، لا يقبل التجزئة، وهو ما يفترض أن ينتبه له الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وبجانب الرفض الحاسم من مصر والأردن، جاءت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس، وكأنه يريد وضع الزيت على النار.. حيث شدد فيها بأن مصر والأردن ستقبلان باستقبال النازحين من غزة، رغم إعلان رفضهما خطته لنقل الفلسطينيين من القطاع. وعندما سئل ترامب عن رده على الرفضين المصري والأردني وما إذا كان يفكر بفرض رسوم جمركية على البلدين لدفعهما إلى ذلك، أجاب: “سيفعلون ذلك”.؛ وكرر ذلك “سيفعلون ذلك. نحن نفعل الكثير من أجلهم، وسيفعلون ذلك”.
ومنا هنا يبدو ان خطة الترانسفير لسكان غزة في نظر ترامب جدية وهذا ما كانت تهدف إليه اسرائيل.. ففي حين يشدد ترامب على موقفه؛ فإن الموقف العربي المصري والأردني تجاه خطط التطهير العرقي “الترامبية”، مرفوضة عالمياً، وتخالف القانون الدولي وكل الأعراف والقواعد.. فهل سيكون هناك صدام سياسي بين الحلفاء أم أن الرضوخ للقوانيين الترامبية أمر لا نقاش فيه؟