خاص الهديل….
كتب بسام عفيفي
زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد إلى سورية لفتت إليها انتباه طيف واسع من كبار المراقبين والمحللين الاستراتيجيين، وذلك بالنظر لكونها سلطت الضوء على الأمور الهامة التالية:
أولها أن رعاية أو احتضان الأمير تميم بن حمد للتجربة السورية الطرية والواعدة التي أخرجت سورية من عهد مظلم لعهد يتم الرهان عليه ليأخذ سورية إلى مكان جديد؛ (هذه الرعاية والاحتضان) تعطي أملاً إضافياً بل نوعياً بأن طريق القيادة أو الإدارة الجديدة في سورية بات لها فرصة مضافة قوية كي تصل إلى أهدافها التي يطمح إليها الشعب السوري التواق إلى الحرية والكرامة والازدهار.
والواقع أن الشعب السوري حينما شاهد الأمير تميم يهبط في مطار دمشق ويجتمع معه كبار المسؤولين السوريين وبمقدمهم الرئيس أحمد الشرع ازداد إيماناً وثقة بأن تجربته الجديدة يمدها بالقوة حليف لديه من الحكمة والقدرات ما يسهم في ترشيد وتقوية المسار الذي تذهب فيه سورية منذ إسقاط نظام الأسد. فالسوريون يعرفون شجاعة ومدى حكمة وخبرة ونزاهة ومقدرات الشيخ تميم بن حمد ويثمنونها كثيراً ويثقون بها جيداً.
ويمكن القول بكل ثقة أن السوريين يحفظون عن ظهر قلب الدور الأخلاقي والداعم الذي أدته قطر بقيادة أميرها الشيخ تميم لنصرة الشعب السوري في أحلك الظروف التي شهدت تخلي الكثيرون في العالم عن دعم الثورة السورية واصطفوا إلى جانب خيار برغماتي مصلحي على حساب خيار مناصرة الشعب السوري عدم نصرة المظلومية السورية.. والحق يقال أن الشيخ تميم بن حمد كان له منذ البداية نظرة متبصرة وخبيرة وحكيمة لما سيصل إليه الوضع في سورية ولما يجب أن يصل إليه الوضع السوري؛ حيث أنه آمن بعدالة قضية الشعب السوري ما حفزه على دعم نضاله للتخلص من قيوده.. ولا شك أن الشعب السوري يحفظ للشيخ تميم بن حمد أمير الشباب، أمير دولة قطر المميزة في الوطن العربي، هذا الموقف الأخلاقي والسياسي الشجاع.
ثانياً- لا شك أن مواكبة قطر بقيادة أميرها الشيخ تميم لمسار التحول في سورية يؤدي إلى زيادة ثقة المجتمع الدولي بأن الوضع في سورية ليس متفلتاً بل هو محل عناية وتشاور بين قيادة سورية الشابة الجديدة ودولة قطر وأميرها الذي يملك من الحكمة والإمكانات ما يجعله قادراً على مد التجربة السورية بعناصر بناء ثقة المجتمع الدولي بها..
ثالثاً- إن دور قطر في دعم المسار السوري يمنح أيضاً الشعب السوري ثقة أكبر بأن إدارته الجديدة قادرة على تجاوز التحديات الضخمة وقادرة على اجتراح النجاحات والانتقال من عصر الثورة إلى عصر الدولة.
والواقع أن الرئيس الشرع لا يخفي في لقاءاته أن السوريين يضعون كبير أملهم على مساعدة ودعم أمير قطر للتجربة السورية القائمة حالياً..
.. وقد يكون مفيداً في هذا المجال القول والإشارة إلى أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد هو من جيل الزعماء العرب الذي أدى مهمات استراتيجية كبيرة ليس داخل بلده فقط بل على مستوى كل المنطقة؛ فالشيخ تميم هو نقطة التقاء وتفاعل إيجابي ومبدع بين بيئات دولية وإقليمية مختلفة وبين مناخات إسلامية وغير إسلامية وعربية وأجنبية متعددة؛ وهو بهذا المعنى يجسد نهجاً حضارياً يحتاجه السلم العالمي والوئام الثقافي الاجتماعي الأممي الذي يعاني في هذه المرحلة من مرض تنافر الهويات والايديولوجيات وصراعاتها.
ومن لبنان إلى غزة إلى سورية إلى أفغانستان إلى مناطق نزاع ومعاناة أخرى كثيرة في المنطقة والعالم نجحت دولة قطر بقيادة أميرها تميم بن حمد بإرساء عمليات إطفاء للحرائق وبوضع مفاهيم السلم وتجسيدها كبديل لمفاهيم الحرب والكراهية.
لا شك أن الشيخ تميم بن حمد هو زعامة عربية وإسلامية لا تحتاج إليها فقط المنطقة بل يحتاجها أيضاً المسار العالمي الباحث عن خلاص من مأزق الشقاق الدائر على أسس ما هو دون إنسانية والذي يشهده العالم حالياً.
.. سورية كما غزة تضع يدها بيد الشيخ تميم لينتقل معه إلى الضفة الأخرى التي يمكن بثقة تسميتها واحة رؤية أمير الشباب القادرة على إنجاز ربيع الشعوب المعذبة.