خاص الهديل…
بقلم: ناصر شرارة
كيف يقرأ لبنان زيارة أورتاغوس إلى بيروت؟؟..
هل ينظر إليها بوصفها هجوم دبلوماسي أميركي على لبنان والمنطقة، يواكب الحرب التجارية الأميركية على الصديق والعدو عبر العالم؛ أم ينظر إليها بوصفها زيارة موضعية تركز على تحقيق أهداف منسقة بين تل أبيب وواشنطن؟.
من المتوقع أن تكرر أورتاغوس نفس مطالبها من بيروت؛ أي يجري تفاوض لبناني مع إسرائيل يتضمن رمزية سياسية، وليس فقط تقنية؛ وأيضا المطالبة بنزع سلاح حزب الله إذا كان ليس الآن فضمن برنامج زمني محدد بدقة.
يحتاج لبنان لإيضاح موقفه من مطلبي أورتاغوس، وهو قبل ذلك بحاجة أن يتفهم الجانب الأميركي شروحات لبنان بخصوص تعقيدات وضعه الداخلي..
السؤال هو هل ستتفهم أميركا حراجة موقف لبنان من طريقة تحقيق مطالبها؛ وليس السؤال هو كيف سيستجيب لبنان للمطالب الأميركية؟؟..
طوال فترة الأسبوع الماضي كان هناك جو في البلد يشي بأن اورتاغوس تأتي إلى لبنان بوصفها ساعي بريد يحمل مغلفا رسميا موقعا من ترامب يوجد بداخله تهديد أميركي حاسم للبنان مضمونه التالي: إما أن تتم تلبية مطالب اورتاغوس وأما الحرب الإسرائيلية المزعومة بالكامل أميركيا!!.
هناك جهات تستبعد أن يكون جوهر الموقف الاميركي من لبنان هو على هذا النحو؛ وترى أن إدارة ترامب تتبع مع لبنان نفس الاسلوب الذي تنتهجه مع أوروبا بخصوص المسألة الأوكرانية، ونفس الأسلوب الذي تتبعه مع كل العالم بخصوص الحرب التجارية ومع كندا بخصوص طلب ضمها (الخ..)؛ وهذا الأسلوب يقوم على مبدأ: اصدم ثم فاوض!.
ويبدو أن مهمة أورتاغوس هي تحقيق الصدمة عبر وضع المسدس الإسرائيلي المحشو بالرصاص الأميركي على طاولة الرئيس جوزاف عون إلى جانب شروط أورتاغوس الصادمة؛ ثم في مرحلة تالية يصل ستيف ويتكوف إلى بيروت ليفاوض على نحو يظهر أن إدارة ترامب تتفهم الوضع اللبناني من ناحية ولكنها من ناحية ثانية تتفهم موجبات واقع إقليمي باتت توازناته لا تقبل بالعودة إلى الوراء،.
لبنان أمام شهرين صعبين يوجد فيهما الكثير من القلق والسير على حبل رفيع منصوب بين جبلين؛ ولكن أكثر التحليلات عمقا تعتقد أن البلد يواجه في هذه اللحظة الشق الأول من مبدأ ترامب وهو “اصدم”؛ ومن ثم في مرحلة تالية – لم تظهر بوادرها بعد – سيظهر الشق الثاني من مبدأ ترامب وهو فاوض..