د. حمد الكواري:
مكتبة “ستاربيلد”
تحفة ثقافية تجمع بين السكينة والدهشة
”مكتبة ستاربيلد في سيول مجمع COEX المعرفة حية”
ليست المكتبات، في عيني، مجرد أرفف تحمل كتبًا، بل هي مرايا تعكس روح الإنسان، ومدارس تُعلّم دون جدران. وكلما سافرت إلى مدينة جديدة، كانت مكتباتها أول ما أبحث عنه، لأنها الباب الذي أرى من خلاله نبضها الحقيقي.
وفي سيول، عاصمة الحداثة والصخب، وجدت في مكتبة “ستاربيلد” ما فاق توقعاتي: تحفة ثقافية تجمع بين السكينة والدهشة.
تقع هذه المكتبة العامة في قلب مجمع “ستاربيلد” Coex التجاري، كنقطة هدوء وسط زحام الحياة العصرية.
تمتد على طابقين بمساحة 2,800 متر مربع، وتحتضن أكثر من 50 ألف كتاب ومجلة، إلى جانب مكتبة رقمية تلبي شغف الباحثين. لكن جمالها لا يكمن في الأرقام, بل في تصميمها الذي يخطف الأنفاس: جدران ترتفع لأكثر من 13 مترًا، مغطاة بألوف الكتب من الأرض إلى السقف، وسلالم متنقلة تتيح لك استكشافها، كأنك داخل كاتدرائية للمعرفة.
ما يجعل “ستاربيلد” استثنائية هو اندماجها بالحياة اليومية. فبينما تحتضنها أروقة مركز تجاري نابض، تقدم فعاليات ثقافية حية: من توقيعات كتب وحوارات مع المؤلفين إلى معارض فنية ومناسبات فكرية. هنا، لا تقتصر الثقافة على الهامش، بل تصبح قلب التجربة.
عندما تزورها، ستجد نفسك مذهولًا أمام هذا العرض البصري الشامخ، حيث تصعد أدوار الكتب نحو السماء، وكأنها دعوة للتأمل والاكتشاف.
“ستاربيلد” ليست مجرد مكتبة، بل مشهد يأسرك، وواحة تجمع بين روعة الفن وثراء الفكر، لتترك فيك إحساسًا لا يُنسى بالدهشة ودمج الجمال بالمعرفة.

#كوريا_الشمالية #سيول #المكتبات #المعرفة #الثثافة #ستاربيلد #قطر #مكتبة_قطر_الوطنية