خاص الهديل
بقلم: ناصر شرارة
يتجه نتنياهو مباشرة من بودبست إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس الأميركي ترامب على نحو عاجل. القناة ١٢ الإسرائيلية سربت قصة اللقاء فقالت أنه حصل يوم أمس اتصال ثلاثي بين الرئيس المجري ونتنياهو وترامب، سأل خلاله نتنياهو الأخير عن قصة زيادة التعريفات الجمركية على إسرائيل؛ فرد ترامب أنه لا يمكن نقاش هذا الموضوع على الهاتف؛ وعليك أن تأتي حالاً إلى البيت الأبيض لأنني أود التحدث معك وجهاً لوجه..
وغداً الإثنين سيلتقي نتتياهو بترامب حيث فور انتهاء اجتماعه به سيعود إلى إسرائيل؛ وهذا يعني أنها زيارات ساعات معدودات..
السؤال هل سبب هذه الزيارة العاجلة أو هذا الاستدعاء العاجل من قبل ترامب لنتنياهو، هو مشكلة رفع التعرفة الجمركية الأميركية على إسرائيل؛ أم أن الأمر أعمق من ذلك؛ وهو يتصل بقضية أخرى لا تحتمل التأجيل؛ في حين أنه تم أخذ موضوع التعرفة الجمركية كغطاء لهذه الزيارة التي ستناقش أمراً خطراً ويحتاج البت به بسرية كاملة وضمن جو عال من التنسيق المشترك.
هناك بحسب مراقبين موضوعين إثنين محتمين أن يكونا موضوع نقاش لقاء ترامب بنتنياهو:
الموضوع الأول يتمثل بوقف الحرب على غزة؛ ذلك أن ترامب قد يكون قد أصبح يعتقد بأن فترة “أنجز المهمة بسرعة” التي أعطاها لنتنياهو انتهت..
والفكرة الأساسية هنا هي أن ترامب لا يريد أن يكون شريك نتنياهو بعدم إحراز نصر سريع وواضح في غزة؛ خاصة وأنه في هذه اللحظة (أي ترامب) يبحث عن صورة انتصارات داخل أميركا؛ وليس عن صورة تعثر..
وعليه فإن هناك تقديراً يقول أن ترامب سيطلب من نتنياهو وقف الحرب والتخلي عن ما يسمى “سيناريو الخدعة”؛ أي السيناريو الذي يقول لحماس أعطونا المحتجزين ومن ثم نكمل الحرب. وفي حال صح أن ترامب يحتاج لأن يوقف نتنياهو حرب غزة، فهو سوف يطلب من تل أبيب أن تتعامل بجدية مع الوساطة المصرية العربية بخصوص مستقبل غزة.
الموضوع الثاني المحتمل أن يكون موضوع النقاش بين ترامب ونتنياهو هو موضوع توجيه ضربة عسكرية لإيران..
ويقول تقدير الموقف الإسرائيلي بهذا الخصوص ما يلي:
أولاً- المعلومات الإسرائيلية تفيد أن إمكانية نجاح التفاوض الأميركي الإيراني على الملف النووي ضئيلة جداً؛ ولذلك فالمتوقع هو نشوب حرب أميركية ضد إيران في وقت قريب.
ثانياً- يهم نتنياهو في ظل ظرف اقتراب الحرب الأميركية على إيران أن يكون هناك أعلى مستوى من التنسيق بينه وبين ترامب وذلك لضمان أمرين إثنين: أولاً معرفة دور إسرائيل في هذه الحرب؛ ثانياً تأمين حماية لإسرائيل بعد حصول ضرب إيران.
والواقع أن ذهاب نتنياهو على وجه السرعة إلى البيت الأبيض قد يكون ترجمة لبدء حدوث تنسيق على أعلى مستوى بين ترامب ونتنياهو اتصالاً باحتمال أن تكون الضربة الأميركية لإيران قد اقتربت ودخلت اللحظة ما قبل الأخيرة.
ولكن هناك معلومات تستبعد أن يكون لاستدعاء نتنياهو علاقة بعامل اقتراب الحرب الأميركية على إيران، خاصة في هذه اللحظة التي تنهمك فيها واشنطن بخوض حرب تجارية عالمية.. والأكثر إمكانية هو أن تكون زيارة نتنياهو لها علاقة بتنسيق موقف أميركي إسرائيلي جديد يؤدي إلى وقف حرب غزة تمهيداً لفتح قناة التطبيع بين إسرائيل والدول العربية؛ خاصة مع اقتراب موعد جولة ترامب العربية الخليجية.