خاص الهديل….
بقلم: ناصر شرارة
تتبلور داخل ثلاث قاعات الصورة التي يحتمل أن المنطقة تتجه لتقف خلال المرحلة المقبلة على قاعدة التوازنات التي ستسفر عنها:
القاعة الأولى هي التي ضمت الرئيس الأميركي ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ والتي انتهت بعقد لقاء صحفي مشترك وليس بمؤتمر صحفي.
النتيجة التي خرج بها هذا الاجتماع هو اتخاذ قرار إنهاء حرب غزة؛ وفق أفق يؤدي إلى وضع هذا القطاع خارج سيطرة حماس السياسية؛ ووضع إسرائيل داخل أفق التطبيع مع عرب المنطقة من جهة؛ والتنسيق الاستراتيجي من جهة ثانية مع تركيا القوة الثانية في حلف الأطلسي والقوة الأولى في الشرق الأوسط.
هناك جوانب أخرى انتهى إليها لقاء ترامب – نتنياهو؛ منها أن الأخير يستعد لإنهاء حروبه الإقليمية السبع؛ ليبدأ مرحلة دخوله في حروبه الداخلية الإسرائيلية؛ وهي لا تقل ضراوة بالنسبة إليه.
قاعة الاجتماع الثانية ضمت في اذربيجان كلاً من أنقرة وتل أبيب؛ وكان موضوعها الأساسي إنشاء قواعد اشتباك بين النفوذين التركي والإسرائيلي في سورية؛ بغية خلق انسجام وليس تنافر بينهما وذلك بدعم أميركي.
قاعة الاجتماع الثالثة هي التي ستضم غداً الوفدين الأميركي والإيراني وهدفها الاتفاق بين الطرفين على نوعية قوة إيران داخل إقليمها ونوعية دورها داخل النظام الاقتصادي العالمي وفق تحولاته الجديدة.
وهنا تبرز عدة نقاط منها أن طرح شعار دعوة إيران للعودة للنظام العالمي لم تعد تفي بمطلب الغرب الذي يشهد في هذه اللحظة خروج الولايات المتحدة الأميركية من النظام العالمي، حيث أن ترامب يتصرف دولياً واقتصادياً وكأنه يقف على حطام هيكل نظام العولمة الذي بنته واشنطن ويهدمه اليوم ترامب..
.. وهنا يبرز سؤال إلى أي نظام دولي جديد يدعو ترامب إيران للدخول إليه؟؟؛ إلى أي نوع من الانخراط بالتجارة العالمية يدعو ترامب إيران لولوجها؟؟. وضمن أي مستوى من العلاقة مع الولايات المتحدة الأميركية سيصنف ترامب إيران: هل هي بعد تركيا في الشرق الأوسط؟؟؛ أم هل سيجعلها دولة بطموحات تحقيق استقرار داخلي وليس بطموحات نفوذ إقليمي؟؟؛ أم يريد إيران بعد تخليها عن مشروعها النووي أن يصبح لها مرتبة أنها “ما قبل دولة حافة نووية”؟؟.
صحيح أن المشروع النووي هو عنوان لقاء السبت الأميركي – الإيراني في سلطنة عمان ولكن الصحيح أيضاً أن مكانة إيران في إقليمها ودورها داخل الحرب التجارية العالمية؛ وأفق تطلعاتها وإمكاناتها داخل توازنات المنطقة المعاد ترسيمها؛ كلها نقاط أساسية واستراتيجية ستكون على طاولة السبت الإيرانية الأميركية.