خاص الهديل:
كتب بسام عفيفي
هذه السطور لا تتوخى المديح.. ولا تريد جعل الكلام يحمل أكثر من المعنى الفعلي وليس المضخم..
كل المقصود هنا هو لفت النظر إلى فكرة جميلة في الحياة السياسية اللبنانية وداخل الدولة اللبنانية إسمها “الأوادم”؛ أي “السياسي الآدمي” أو “الوزير الآدمي” أو “النائب الآدمي” وحتى “رئيس البلدية الآدمي” و”المختار الآدمي”..
.. كل الفكرة هنا أن “الأوادم” داخل الدولة اللبنانية؛ وعلى رأس الدولة اللبنانية؛ وداخل حكوماتها؛ مطلوبون بإلحاح من الشعب اللبناني؛ فهم يحملون أمل المواطن بنقل الدولة من حالة المزرعة إلى واقع الدولة العزيزة الكريمة.
اللواء ميشال منسى هو واحد من الوزراء الأوادم الذين يقفون اليوم على خط انطلاق الدولة نحو الأمل باستعادة المؤسسات والانتاجية.
وزير الدفاع ميشال منسى جاء إلى موقعه الحالي من تاريخه في الجيش الذي يشبه شعار الجيش شرف؛ تضحية وفاء.
واللواء ميشال منسى حينما تسأل عنه عارفيه الذين خدموا معه في الجيش أو الذين تقاسموا معه مشوار الحياة التي نريدها له مديدة ومتعافية؛ يجمعون على القول “آدمي” و”كفوء”.
.. ميشال أبو جودة الصحافي اللامع كان يقول لبنان بلد صيفي والناس تعرف بعضها.. وهكذا فإن الأوادم في لبنان يعرفهم المجتمع كما يعرف أيضاً غير الأوادم.. والدولة في لبنان تحتاج لنماذج الأوادم أمثال وزير الدفاع ميشال منسى وغيره؛ لأن هذه النوعية من الوزراء تساهم في إعادة ثقة المواطن بالدولة؛ وهو أمر مطلوب ولا بد منه كي نرى الدولة تقوم بواجباتها وكي نرى المواطن لا يأخذ فقط حقوقه من الدولة بل يقوم بواجباته أيضاً تجاهها.
أمس كان رئيس الجمهورية في مهمة البحث عن الإنتاجية والحث عليها في إحدى مؤسسات الدولة المهمة؛ كل المواطنين تابعوا خطوته هذه ونظروا إليها بوصفها إشارة هامة عن المسؤول الذي يريد تعميم نموذج الإلتزام بالمسؤولية؛ والقول لموظف القطاع العام: اقتدي بي أنا رئيس الجمهورية لأنني لا أقبل لك إلا ما أقبله لنفسي. أيضاً نحن في عهد رئيس الجمهورية جوزاف عون “الآدمي” وهذه واحدة من بين أبرز صفاته؛ وهو الذي اختار وزير الدفاع الآدمي واختار قائد الجيش رودلف هيكل الآدمي والمقدام وآخرين؛ والحق يقال أن حسن اختياراته هذه هي واحدة من أبرز صفاته (أي فخامة الرئيس) لأنها تدلل على نهجه ولأنه توحي بمعنى المثل الشعبي: يا متلي تعوا لعندي..
يبقى القول أن لواء الأوادم اللواء ميشال منسى هو إبن مؤسسة الجيش؛ وهو أيضاً من “خيرة الأوادم” كما يقولون في الضيع والبلدات اللبنانية الأصيلة؛ وهو فوق ذلك كفوء ومجرب على مستوى أنه ناجح وأنه حيثما يوجد ترتفع إنتاجية الموقع الذي يعمل فيه.
مرة أخرى لبنان يحتاج لأن يسمي وأن يشير إلى الأوادم وأن يقول لهم نحن نراكم ونحترمكم؛ وذلك ليس من أجل مدحهم – رغم أن الثناء عليهم هو حق لهم – ولكن بالأساس من أجل تشجيع نموذجهم، وجعل مصطلح “الأوادم” معياراً مهماً من بين المعايير التي على أساسها يتم انتقاء المسؤولين والوزراء والنواب… والمختار، الخ..